ويقول جل وعلا: {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} إذن هو الخالق هو الرب هو المدبر لهذا المخلوق ولأمر هذا الكون فلا رب سواه سبحانه وتعالى يبنى القلوب هو يطهرها عن طريق لفت أنظار الناس إلى هذه القضية فهذه المخلوقات لها خالق وهو رب البرية سبحانه وتعالى هذا الرب الذى قرر ربنا جل وعلا فى هذه السور ربوبيته فى السور المكية أشار إلى أنه يتصف بكل كمال ويتنزه عن كل نقصان سبحانه وتعالى فهو الذى يعلم كل شىء فى هذا الكون كيف لا وهو ربه وخالقه سبحانه وتعالى وهو الغنى عما سواه ومالك لكل ما فى هذا الكون.
يقول جل وعلا: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير} .
ويقول جل وعلا: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} .
ويقول جل وعلا فى آخر السورة: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} إذن هذه صفات ربنا الجليل سبحانه وتعالى يعلم كل شىء فى هذا الكون وإذا أيقنت بأنه ربك سبحانه وتعالى وخلقك ويعلم جميع تصرفاتك يبنى على هذا أمور فى المستقبل حصلت فى الجيل الأول فى الصحابة الكرام فى العصر المكى رضوان الله عليهم أجمعين.
يخبرنا الله جل وعلا فى هذه السورة المكية بأن له ما فى السموات وما فى الأرض {لله ما فى السماوات وما فى الأرض إن الله هو الغنى الحميد} فله ما فى السماوات وما فى الأرض خلقا هو خلقهم وملكا وتدبيرا لا يخرجون عن قبضته ولا عن مشيئته طرفة عين.