إخوتى الكرام: القرآن المكى عنى بثلاثة أمور هى محور القرآن المكى وهذه الأمور حقيقة بها حصلت تربية القلوب وطهارتها على وجه التمام والكمال.
الأمر الأول: الذى عنى به القرآن المكى ودار حديث القرآن المكى حوله ربط القلوب بعلام الغيوب سبحانه وتعالى ربط القلوب بعلام الغيوب هذه القلوب لا بد من بنائها لأنها إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله فلا بد إذن من بنائها وتطهيرها من آفاتها ورعوناتها.
القرآن المكى بنى القلوب فى مكة وطهرها عن طريقين اثنين:
الأمر الأول: تعريف هذه القلوب وتعريف هؤلاء الناس بخالقهم جل وعلا انظر لسورة لقمان التى معنا كيف يعرفهم ربنا جل وعلا به سبحانه وتعالى أشار فى هذه السورة وفى سائر السور المكية إلى أنه رب العالمين سبحانه وتعالى ومالكهم وسيدهم وخالقهم المتصرف فيهم وليس لأحد عداه شىء من ذلك يقول ربنا جل وعلا فى سورة لقمان {خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين} ، {خلق السماوات بغير عمد ترونها} هذا هو الخالق {وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم} الجبال لتستقر الأرض ولتثبت {وبث فيها من كل دابة} تدب وتمشى على ظهر الأرض {وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم*هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين} .
ويقول جل وعلا مقررا هذه الحقيقة {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير} .