فقيل بناء على ملاحظة المخاطبين ما فيه يا أيها الذين آمنوا مدنى وما فيه يا أيها الناس يا بنى آدم مكى والسبب فى هذا أن أهل المدينة مجتمع إيمانى مسلم فخوطبوا بوصف الإيمان والإسلام وأما فى مكة فالأمة مشركة ضالة تائهة يخاطبهم [يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم] ، [يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا وريشا لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير] ، [يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان] فيخاطب أهل مكة بما ليس فيه وصف الإيمان لأن أكثرهم ليسوا على صفة الإيمان.
فقيل ما فيه يا أيها الذين آمنوا مدنى وما فيه يابنى آدم يا أيها الناس مكى، وهذا فى الحقيقة ليس بمسلم وهو ضابط غير سديد وهو مردود لأنه ليس بجامع وليس بمانع فعندنا سور ليس فيها يا أيها الذين آمنوا وليس فيها يا بنى آدم وليس فيها يا أيها الناس ففى أى الأقسام سندخلها فما جمع إذن جميع أنواع التعريف فى المعرف عندنا سور ليس فيها يا بنى آدم ولا يا أيها الذين آمنوا فإذن لا تدخل فى المكى ولا فى المدنى وعندنا سور فى كتاب الله جل وعلا فيها يا أيها الناس وهى مدنية بالإجماع كسورة النساء {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء} وعندنا سور فيها يا أيها الذين آمنوا وهى سور مكية فإذن هذا غير جامع لا يجمع جميع أنواع التعريف فى المعرف، وهو غير مانع لا يمنع من دخول المكى فى المدنى ولا المدنى فى المكى وعليه فهو ضابط غير معتبر.