أما السبب الثانى: فقلت هذه السورة التى سميت باسم هذا العبد الصالح لقمان فتشير إلى حكمة هذا العبد الصالح ونحن فى وقت ينبغى أن ننتبه إلى الحكمة لنضع الأمور فى مواضعها وقلت لاأعلم عصرا جرى فيه الخلل والفساد والاضطراب وانقلبت فيه الموازين كالعصر الذى نعيشه فى هذا الحين رحمة الله على الإمام أحمد عندما يقول إذا رأيتم شيئا مستقيما فتعجبوا فكيف يكون حاله لو رأى زماننا أسأل الله العافية والسلامة وحسن الخاتمة وأن يثبتنا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يجعل خير أيامنا يوم لقاه إنه أرحم الرحمين وأكرم الأكرمين.
وأما السبب الثالث: فهذا ما سنتدارسه فى هذا الدرس إن شاء الله السبب الثلث قلت إن سورة لقمان سورة مكية وحقيقة ينبغى على المفسر إذا أراد أن يبدأ بتفسير كلام الله جل وعلا أن يوجه أنظار المستمعين وأنظار من يتدارس معهم إلى طبيعة القرآن المكى لا سيما فى هذا العصر كيف كانت الأمة ضالة حائرة تائهة ضائعة فاهتدت بهذا القرآن بالقرآن المكى الذى نزل عليها فترة إقامة النبى صلى الله عليه وسلم فى مكة رسولا ونبيا مدة ثلاث عشرة سنة فسورة لقمان سورة مكية وحالنا كما قلت يزيد على حال الجاهلية قبل بعثة خير البرية عليه صلوات الله وسلامه فى الفوضى والاضطراب فينبغى أن نبدأ بسورة مكية لعلها تعالج داءنا ويكون فيها دواؤنا سورة لقمان سورة مكية والقرآن ينقسم إلى قسمين إلى مكى ومدنى ولعلمائنا الكرام فى ضبط كل منهما ثلاثة أقوال.
منهم من لاحظ [الإخوة الكرام الذين هم فى مؤخرة المسجد إن شاؤوا أن يحضروا معنا وإن شاؤوا فليتفرقوا عن أنفسهم ولا يشوشوا علينا] .
لهم فى ملاحظة المكى فى ضبط المكى والمدنى ثلاثة أقوال إما على ملاحظة المكان أو الزمان أو المخاطب.