الحالة الأولى: وهذا كلام الإمام الغزالى عليه رحمة الله وختمت به الدرس الماضى أن يكون فى المفسر رأى وعنده اعتقاد فيحمل كلام الله جل وعلا على هذا الاعتقاد وهذا له ثلاثة أحوال.
? تارة مع العلم وهذا قلت كما يكون من المبتدعة.
? وتارة مع الجهل.
? وتارة يستدل على أمر صحيح بما لا دلالة فيه على ذلك كما يفعل الوعاظ والقصاص والصوفية.
اذهب إلى فرعون إنه طغى ويشير إلى نفسه.
والحالة الثانية: التى يتنزل عليها النهى أن يفسر القرآن بكلام العرب دون النظر إلى مراد المتكلم وقصده ودون النظر إلى سياق الايات فيجرد هذا اللفظ ويفسر على حسب اللغة دونما يقصده المتكلم ودون موقع هذا اللفظ فى كلام الله جل وعلا وقلت كثيرا من الآيات لايمكن أن تفسر على حسب اللغة العربية كما وضحت هذا بالأمثلة فلا بد من الرجوع إلى السماع والنقل عما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام
إخوتى الكرام: هذه الآثار المتقدمة عن نبينا عليه الصلاة والسلام ورد مثلها أيضا عن السلف الكرام ما قلناه فى تلك الأحاديث من تعليل وبيان نقوله أيضا فيما نقل عن السلف الكرام.
ثبت عن أبى بكر رضي الله عنه كما فى كتاب جامع بيان العلم وفضله للإمام ابن عبد البر فى الجزء الثانى صفحة اثنتين وخمسين والأثر رواه عنه أبو عبيد القاسم ابن سلام أنه قال أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى إذا قلت فى كتاب الله برأيى أو إذا قلت فى كتاب الله بما لا أعلم، ومثل هذا نقل عن على رضي الله عنه كما فى جامع بيان العلم وفضله فإذن هنا إذا قال برأيه أى بما لا علم له به.
أما إذا فسر كلام الله جل وعلا بما يوافق قواعد اللغة ونصوص الشرع فلا يكون إذن مفسرا للقرآن بغير علم إنما هو يتكلم عن بينة كما تقدم معنا إيضاح هذا بكلام العلماء.