وهكذا ما نقل عن سعيد ابن المسيب عليه رحمة الله أنه سئل عن تفسير آية من كلام الله فقال أنا لا أقول فى القرآن شيئا وسأله مرة سائل آخر عن تفسير آية فقال سل الذى يزعم أنه لا يخفى عليه منه شىء يعنى عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين سل عكرمة الذى يزعم أنه لا يخفى عليه منه شىء وهنا لا دلالة فى هذا الأثر على أن سعيد ابن المسيب رضي الله عنه يرى أن التفسير بالرأى أنه ممنوع ومحذور لا ثم لا لعله تحرج فما عنده علم فى تفسير تلك الآية ثم بعد ذلك أرشد السائل إلى من يعلم تفسير هذه الآية فقال سل عكرمة رضي الله عنهم أجمعين.
فهذه الآثار نقول فيها ما قلناه فى تلك الأحاديث لذلك قال الإمام ابن تيمية معللا تلك الآثار كما فى مجموع الفتاوى فى الجزء الثالث عشر صفحة ثلاثمائة وسبعين والكلام قاله الإمام ابن كثير أيضا فى الجزء الأول فى صفحة ستة بعد أن نقل هذه الآثار وما شاكلها عن السلف الأبرار فى تحرجهم فى تفسير كلام العزيز الغفار عن طريق اجتهادهم واستنباطهم وعقولهم وإعمال رأيهم.
قال هذه الآثار وما شاكلها محمولة على تحرجهم من التفسير فيما لا علم لهم به فأما من تكلم فى تفسير كلام الله بما يعلم من ذلك على حسب اللغة والشرع فلا حرج عليه قال ولذلك نقلت عن هؤلاء أقوال فى التفسير و1042 فإنه كما يجب على الإنسان أن يسكت عما جهله يجب عليه أن يتكلم فيما يعلمه ويعرفه لا سيما إذا سئل عنه كما ثبت عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال: [من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار] .