إما أن نفسر كلام الله جل وعلا بالمنقول عن طريق تفسير القرآن بالقرآن أو القرآن بالسنة أو القرآن بأقوال الصحابة أو القرآن بأقوال التابعين وبينت أخبار أهل الكتاب عند هذا الطريق وهذا نوع من التفسير.

والنوع الثانى تفسير بالمعقول تفسير بالرأى وقلت يقصد به أن يبذل الإنسان ما فى وسعه وأن يعمل نظره واجتهاده فى تفسير كلام ربه بحيث يوافق قواعد اللغة العربية والنصوص الشرعية فيتفق ذلك التفسير مع السياق ويشهد له السباق واللحاق يشهد له ما تقدم وما تأخر من كلام الله جل وعلا فهذا تفسير بالرأى وذكرت الأدلة على جواز هذا التفسير.

ثم بعد ذلك استعرضت ما يتوهمه طالب العلم من أنه يمنع من التفسير بالرأى وذكرت الحديث بأن النبى عليه الصلاة والسلام ما كان يفسر شيئا من القرآن إلا آيات تعد إلا آيات بعدد علمهن إياهن جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام وبينت قيمة الأثر وأنه ليس فيه دلالة على منع التفسير بالرأى والحديث الثانى حديث جندب رضي الله عنه والأول عن أمنا عائشة رضي الله عنها حديث جندب من قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ بينت قيمة الحديث وأنه ليس فيه دلالة على منع التفسير بالرأى أيضا والحديث الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما بروايتين من قال بالقرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ومن قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وقلت المعتمد أن الحديث فى درجة القبول فهو حسن كما نص ذلك الإمام الترمذى لكن منطوق إحدى الروايتين للحديث تعين المراد وهذا المنطوق هو من قال فى القرآن بغير علم فالمراد من الرأى الراى المجرد عن الأدلة الشرعية وعن موافقة قواعد اللغة العربية أى أن يفسر القرآن برأيه وهواه وظنه ووهمه وتخرسه فليتبوأ مقعده من النار وقلت بعد ذلك أما النص الذى ينهى عن تفسير القرآن بالرأى محمول على حالتين اثنتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015