الحالة الثانية: التى يتنزل عليها تفسير القرآن بالرأى أن يتسارع إلى تفسير القرآن برأيه حسب مدلولات لغة العرب دون تعويل على النصوص الشرعية فيفسر القرآن بلغة العرب دون أن يعول على النصوص الشرعية على ما ورد فى سبب نزول هذه الآيات وكثير من الآيات لا يمكن أن تفسرها على حسب لغة العرب فقط فلا بد من معرفة سبب النزول ولذلك نحن قلنا فى ضابط تفسير القرآن بالرأى أنه يوافق نصوص الشرع وقواعد اللغة فيدل عليه سياق الكلام ويشهد له السباق واللحاق أم أن تأتى فقط لتفسر هذا اللفظ على حسب اللغة فقط كأن هذه اللفظة ليست فى القرآن ثم تتناسى ورودها فى كلام الله جل وعلا بالهوى إنه فسر هذا عن طريق اللغة دون تعويل على السماع وعلى النصوص
وكنت ذكرت إخوتى الكرام: شيئا يوضح هذا فى أوائل دروسنا فى مقدمة التفسير فى قول الله جل وعلا: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} .
ذكرت هناك فهم عروة ابن الزبير رضي الله عنهما أجمعين وكيف ردت عليه أمنا عائشة رضي الله عنه فهمه لهذه الآية هو فهم على حسب ظاهر اللغة العربية وأغفل سبب النزول فحذرته أمنا عائشة رضي الله عنها من هذا المسلك [فيكم من يستحضر ما سبق ويذكرنى وأن الأنصار تحرجوا من السعى بين الصفا والمروة لأمرين:
الأمر الأول: الأنصار..كانوا.. إذن الأنصار يهلون لمناة الطاغية التى قلنا هى عند المشلل حذو قديد عند البحر الأحمر يهلون لمناة الطاغية فإذا أهلوا لمناة وحجوا لا يطوفون بين الصفا والمروة تعظيما لمناة فلا يطوفون بين الصفا والمروة عليهما إساف ونائلة تعظيما لمناة.