إذن هذه الحالة الأولى: التى يتنزل عليها النهى عن تفسير القرآن بالرأى فى المفسر رأى وله رأى وعنده ميل إلى قول إلى اعتقاد إلى نحلة إلى مذهب فإذن يريد بعد ذلك أن يخضع هذا القرآن لهذا الاعتقاد الذى فى نفسه إما مع العلم يريد أن يتلاعب بكلام الله كحال المبتدعة عندما حرفوا كلام الله عن علم وإما مع الجهل كحالة العامة يستدلون بما لا دليل عليه وإما أن يكون له غرض صحيح ليس كالمبتدعة الذين غرضهم فى الأصل غرضهم باطل واستدلوا عليه بباطل بما لا يدل عليه فهو باطل الاستدلال فأخطأوا فى الدليل والمدلول أما هنا له غرض صحيح هو لو التمس أدلة شرعية على مجاهدة النفس لأصاب فالذى يريده مجاهدة النفس هذا حق لكن يأتى الأمر من بابه ولذكر الأدلة التى تدل على مجاهدة النفس {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى} ، {قد أفح من زكاها وقد خاب من دساها} فليأتى بهذه النصوص التى بها مجاهدة النفس والإنسان يعتنى بمجاهدة نفسه أما أن يستدل بما لا دليل عليه هذا يدخل فى أنه فسر القرآن برأيه وهواه فليتبوأ مقعده من النار سواء كان له غرض صحيح أو غرض قبيح أو عن جهل هؤلاء الأحوال الثلاثة يتنزل عليهم حديث النبى عليه الصلاة والسلام [من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار] هذه الحالة الأولى إذن فى المفسر كما قلنا ميل وعنده رأى فيريد أن يخضع القرآن له فى هذه الأحوال الثلاثة.