النوع الثانى: أن يروى شيء من أخبار أهل الكتاب فى تفسير كلام الله وفيما يتعلق بما ورد فى كلام الله وفى ديننا ما يكذبه فينبغى أن نحذر من ذلك الخبر ومن تلك الأخبار المنقولة فى التفسير فلو نظرت فى كتب التفسير التى ابتليت بالنقل عن أخبار أهل الكتاب فى قصة نبى الله أيوب على نبينا عليه صلوات الله وسلامه {وأيوب إذا نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين} فى بيان حقيقة الضر الذى أصيب به نبى الله أيوب على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه أن لحمه تناثر وتساقط الدود منه وبدأ القيح والصديد يخرج من جسمه ومن منخريه وأنتنت رائحته ثم حمله قومه وطرحوه على مذبلة وبقى فى هذا البلاء ثمانى عشرة سنة والله إننا نجزم بكذب هذه الأخبار الملفقة المزورة فهذا نبى كريم يصان من الأمراض المنفرة الأمراض الأنبياء يمرضون كما يمرض غيرهم ويستوون معهم فى هذا الأمر وهم بشر فيأكلون ويشربون ويتصلون بالنساء عن طريق الحلال ويمرضون ويموتون لكن يصان الأنبياء عما فيه منفر هو سيبلغ دعوة الله كيف سيبلغ دعوة الله وريحه منتنة أنتن من جيفة حمار بحيث لو جاء إلى القوم لنفروا منه هذا لايمكن أن يكون أبدا نحن أمرنا أن نقدم فى الصلاة مع أن إمام الصلاة ليس بنبى أن نقدم أحسن الناس صوتا إذا استووا فى القراءة والعلم بشريعة الله وأحسن الناس وجها وأن يقدم من هيئته حسنة ترتاح الأنظار إليه ولا حرج فى ذلك فكيف نبى كريم ريحه منتنة الدود يتساقط منه يلقى على مذبلة ثمانى عشرة سنة هذه أخبار مزورة ملفقة باطلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015