فمثلا ورد أن بنى الله عيسى على نبينا عليه الصلاة والسلام كان يحيى الموتى هذا وارد فى كتاب الله جل وعلا: {يحيى الموتى بإذن الله} ففى أخبار أهل الكتاب ينقلون هذه الأمور وخاصة يقول كان يطلب منه بنو اسرائيل أن يصنع لهم الخفاش وأن ينفخ فيه الروح ليحيى ويطير الخفاش طائر معروف يطير فى الليل ويختبىء فى النهار لأن نور النهار يؤذيه.
خفافيش أعماها النهار بضؤئه ... وصادفها قطع من الليل مظلم
فإذن لا تمشى إلا فى الليل خفاش هذا عجيب لأنه يطير من غير ريش، فأهل الكتاب يقولون فى أخبارهم أنه كان يصنع لهم هذه الخفافيش بكثرة ويطلبونها منه من باب التعنت أى إحياء التمثال ونفخ الروح فيه لأى مخلوق كان عجيب فكيف الحال فى الخفاش هذه أعجب وأعجب يصنع لهم الطين كهيئة الطير بإذن الله ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله كان يطلبون منه أن يصنع لهم الخفاش فيصنع خفاشا طائر يطير من غير ريش يصنعه من الطين ثم ينفخ فيه فيطير بإذن رب العالمين.
إن قالوا لنا هذا كان يحصل لنبى الله عيسى نقول لا حرج وهذا فى كتابنا ما يصدقه كان يصنع من الطين كهيئة الطير بإذن الله فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله عندنا ما يصدق هذا فلا مانع من رواية هذا الخبر وما هو على شاكلته.
إخوتى الكرام: لكن يقرر أئمتنا أن ما كان يصنعه نبى الله عيسى على نبينا عليه صلوات الله وسلامه من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فكان يطير لكن إذا توارى عن الناس يسقط ميتا ويعود كما كان ليتميز بين ما خلقه الرحمن وبين هذا الأمر الذى جعله معجزة لهذا النبى الكريم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه أن لا يبقى طائرا يطير باستمرار ليتميز صنع الخالق جل وعلا عما للمخلوق فيه شيء من الأثر فكان يطير فإذا توارى عنهم وحصلت المعجزة سقط ميتا وعاد كما كان خفاش يطلبون منه أن يصنع تمثالا له وينفخ فيه الروح فيطير بإذن الله هذا فى كتابنا ما نصدقه هذا النوع الأول من أخباره.