المعنى الرابع: ولا حرج أى لاإثم ولا لوم ولا ذم عن حاكى أخبار بنى اسرائيل إذا كان فى حكاياتهم شىء من المستشنعات والألفاظ المستهجنة فمثلا عندما يروى عنهم أنهم يقولون إن المسيح هو ابن الله والعزير هو ابن الله ويصفون بعد ذلك كيفية صلب المسيح كلام يندى له الجبين عندما يقرر الإنسان هذا الكفر المبين الوارد عنهم لا حرج فى ذلك وإن كان هذا مستشنعا ليرد عليه ولا حرج وإن كان فى الحكاية عنهم شىء من الأمور المستشنعة لأجل المصلحة الشرعية.

الأمر الخامس: وحدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج المراد من بنى اسرائيل أولاد يعقوب خاصة وحدثوا عنهم بما ورد فى القرآن فى سورة يوسف على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه وحدثوا عن بنى اسرائيل {لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين} ولا حرج عليكم فهذه قصة ثابتة أنزلها الله فى محكم كتابه.

أضعف الأقوال آخرها وأقواها أولها وبقية الأقوال لا مانع من قبولها وهى مقبولة عن أئمتنا الكرام رضوان الله خميعا والإمام ابن حجر بعد أن حكى هذه الأقوال الخمسة ضعف الأخير وقال هذا أبعدها هذا أضعفها وحدثوا عن بنى اسرائيل المراد من بنى اسرائيل خصوص أولاد نبى الله يعقوب على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه هذا أضعف الأقوال إذن حدثوا عن بنى اسرائيل ولا حرج.

أخبار بنى اسرائيل لها ثلاثة أحوال لاتخرج عنها فكل خبر ينبغى أن نضعه فى واحد من هذه الأمور الثلاثة ونطلع على حاله.

إما أن تكون أخبارهم شهد كتابنا وحديث نبينا عليه الصلاة والسلام بصحتها وصدقها فالإخبار عنهم بما ورد فى كتبهم فى هذه الحالة كما قال الإمام ابن كثير للاستشهاد لا للاعتضاد ليس نقوى ديننا بما ورد عنهم إنما لنوضح فقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015