فالآية تشمل هاتين الأمتين الملعونتين من اليهود والنصارى وتشمل من كان على شاكلتهما ممن ضل على علم أو عبد الله على غير بصيرة {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} هذا النوع الأول تفسير العام ببعض أنواعه بنوع من أنواعه من باب التمثيل لا من باب الحصر فلا تقصر عموم ذلك اللفظ على هذا النوع الثابت فى التفسير بالمأثور.
الأمر الثانى: الذى ينبغى أن ينتبه له طالب العلم لئلا يقع فى التقصير ولئلا يقع فى المحذور نحو التفسير بالمأثور إذا وردت عبارات مختلفة فى التفسير بالمأثور تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى عبارات مختلفة تدل على معنى فى المسمى هذا المعنى هو غير المعنى الآخر لكن مآل المعنيين إلى شىء واحد فإياك أن تعد تلك الأقوال أقوالا متعددة كلها شىء واحد لكن بعضهم عبر عن ذلك العام بلازمه بنظيره بفرد من أفراده ومآل تلك العبارات إلى شىء واحد فإياك أن تقول اختلف الصحابة أو التابعون أو تعددت أقوالهم فى تفسير هذه الآية إلى عشرة أقوال العشرة كلها قول واحد.
قال الإمام ابن الجوزى فى زاد المسير فى تفسير سورة التكاثر {ألهاكم التكاثر} فى آخر السورة {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} يقول فى النعيم الذى نسأل عنه عشرة أقوال عشرة أقوال حكاها عن الصحابة والتابعين هذه الأقوال العشرة هى قول واحد قلنا كل واحد عبر عن معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى فى النهاية تتحد فبعضهم يقول {ثم لتسئلن عن النعيم} عن الماء البرد, نعيم ,عن الظل الذى نتظلل به ,نعيم, عن الكساء ,نعيم, عن الطعام, نعيم, قال بعضهم {ثم لتسئلن عن النعيم} عن محمد عليه الصلاة والسلام وحقيقة هذه أعظم نعمة امتن الله بها علينا سنسأل عن هذه النعمة وهل قمنا بشكر الله عليها وتلقيناها بالقبول أم جحدنا هذه النعمة.