هذا التفسير الثابت عن أبى هريرة رضي الله عنه لا يمكن أن يقال من قبل الرأى فهو يتعلق بأمر مغيب بأمر يوم القيامة وما يكون فيها وهى غيب فأبو هريرة رضي الله عنه ما أخذ هذا عن أهل الكتاب ولايمكن أن يؤخذ هذا منهم ولم يعرف بالأخذ عنهم ,هل قال هذا من طريق رأيه واجتهاده لا الكلام فى أمور الغيبيات عن طريق الرأى بدعة ضلالة وليس فى الصحابة مبتدع رضوان الله عليهم إذن من أين لأبى هريرة هذا الكلام تلقاه عن النبى عليه الصلاة والسلام لكن ما صرح برفعه إلى النبى عليه الصلاة والسلام لواحة للبشر تلوح لهم وتلفحهم تلك اللفحة فلا تترك لهم لحما على عظم إلا ألقته على العراقيب هذا تفسير له حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فهو ملحق بالطريق الثانى من أنواع التفسير بالمأثور.
والنوع الثانى من تفسير الصحابة مما له حكم الوقف عليهم وليس له حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام وذلك إذا قال الصحابى قولا عن طريق الاجتهاد والاستنباط أو عن طريق تفسير الكلام حسب مدلولات اللغة أو أخذ شيئا من أخبار أهل الكتاب فى إيضاح بعض الأمور السابقة عنهم كما فعل عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عن الصحابة أجمعين فكان أصاب يوم اليرموك زاملتين من أهل الكتاب وكان يحدث بما فيهما من الأمور التى وقعت للأنبياء السابقين والأمم السابقة ويدخل هذا فى تفسير كلام الله أى فى إيضاح وتفصيل بعض ماجرى للأنبياء مع أممهم فإذا جرى هذا فهذا ليس له حكم الرفع إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فهو موقوف عليهم من أقوالهم.