كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما فى الإستعاب لإبن عبد البر عليه رحمه الله، والأثر أورده الحافظ بن عبد البر فى كتاب الإستعاب، وأورده الإمام القرطبى فى تفسيره أنظروه فى كتاب الإستعاب فى الجزء الثالث الصفحة 325، وفى كتاب القرطبى فى الجزء الأول صفحة 103.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبى موسى الأشعرى عامله على بلاد البصرة، كان أميراً على البصر من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين، وقال " سل من قبلك من الشعراء هل يقولون الشعر، فجمعهم أبو موسى الأشعرى وفيهم لبيد الذى هو أشعر الشعراء وأعظمهم شكما، فقال: هل تقولون الشعر؟ فسكتوا، فقال: يا لبيد هل تقول الشعر؟ قال: كيف أقول شعراً وقد أكرمنى الله بسورة البقرة، عندنا كلام يحطم ما دونه، عندنا كلام الله له حلاوة وعليه طلاوة وأعلاه مثمر وأسفله مغدق، نقول الشعر الذى أعزبه أكذبه، ما كنت لأقول الشعر بعد أن أكرمنى الله بسورة البقرة، ولبيد عندما ذاق طعم الإسلام وهو أشعر الشعراء وأفحم الشعراء ما قال بعد أن أسلم إلا بيتاً واحداً من الشعر.
الحمد لله إذ لم يأتنى أجلى ... حتى إكتسيت من الإسلام ثوباً
ويروى أنه قال بيتاً أخر:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القليل الصالح
إذاً هذه القضية ينبغى أن نعيها، كلام الله ينبغى أن يتلى بيوتنا ينبغى أن يفشوا فيها هذا الأمر، الرجل إذا صلى الفجر يجلس مع زوجه مع أولاده يقرأون القرآن كا واحد يقرأ ربع أو نصف حزب، على حسب المتيسر بحيث لا يمر الشهر إلا وقد ختم أهل البيت كلام الله ختمة جماعية يتدارسونها بينهم، وهذا على أقل تقدير، وهذا الذى كان حاصلاً فى سلفنا الطيبين، الذين نقلوا أنفسهم من الجاهلية الضآلة الى الهدى الى نور الله الى الإسلام، فلا بد من أن نعى هذا الأمر، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يوضح لهذه الأمة حال الذين يقرأون كلام الله بأمثلة حسية يدركها كل أحد لنكون على بصيرة من أمرنا.