وهذا القرآن ينبغى أن يتلى وينبغى أن يقرأ، وينبغى أن يتحرك اللسان به لتشتغل جميع الأعضاء به، كلام الله جل وعلا فضله على سائر الكلام كفضل الله على سائر المخلوقات، عكف الناس على غيره فى هذه الأيام كالجاهلية التى كانت ـ، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخص الصحابة والمسلمين بعده على تلاوة القرآن وقرأته ومدارسته وسماعه وفهمه والعمل به.

وفى سنن الترمذى بسند صحيح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: [من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف] سبحان الله..! نقرأ الم نحصل الثلاثين حسنة، وإذا قال بسم الله الرحمن الرحيم، يحصل مائة وتسعين حسنة، طيب لو قرأ المجلة من أولها لأخرها هو بين أمرين: إما أن يحصل لعانات وهذا هو الواقع لما يراه من صور وأمور مكذوبة، إما أن يحصل لعانات بعدد حروفها، وإذا سلم من اللعانات فكلام عارض صفر على الشمال {أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير} .

ترى حال ألأمة الإسلامية فى هذا الوقت أفضل من بنى إسرائيل، إذا كان بنوا إسرائيل عيرهم ربنا الجليل بأنهم طلبوا البصل والثوم بدلاً من المنّ والسلوى، نحن نطلب الجرائد والمجلات بدل كلام رب الأرض والسماوات، هذا أمر شنيع فظيع ...

إخوتى الكرام: هذا الأمر ينبغى أن نعيه، لو كانت الأمة تعظم كلام الله لما وجد من يبيع المجلات والجرائد على قارعات الطريق، لما وجد، لكنهم لما علموا أن الأمة مهمسة، وأن الأمة تائهة ضائعة، وأنها إستبدلت الذى هو أرذل بالذى هو أطيب وجد من يبيع هذه المجلات التى إن سلمت من اللعانات فلا تسلم من الكلام الفجر الذى لا وزن له ولا إعتبار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015