فهذا الكلام المتكلم به عليم بكل شىء محيط بكل شىء فى هذا الكلام تبيان للكل شىء {لكن الله يشهد بما أنزل أليك أنزله بعلمه واللائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا} ، يقول الله جل وعلا فى أول سورة غافر: {حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} فهذا الكتاب صاحبه علم تام محيط بكل شىء، فهو كلام العليم بكل شىء سبحانه وتعالى، العلم بالرحمن جل جلاله، هو الثياب فى جهلانه يتغمغم. لاللـ وللعلوم وإنما يسعى ليعلم أنه لايعلم سبحان ربى العظيم، هذا تشريع العليم، هذا تشريع الخبير وما عداه تشريع الجاهلين الذين أخبر الله عن شأنهم {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} ، فهذا الأمر الأول الذى الذى صاحب القرآن العظيم.
والأمر الثانى: صاحب القرآن العظيم حكمته التامة، فذلك العلم الكامل التام وضع فى مواضعه، والحكمة هى وضع الأمور فى مواضعها يقول ربنا جل وعلا فى أول سورة هود: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} ، {كتاب أحكمت آياته} فلا تناقض ولا إضطراب ولاخلل فيها ولا فيما بينها {أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} ، ويقول الله جل وعلا فى أول سورة لقمان: {الم. تلك آيات الكتاب الحكيم. هدى ورحمة للمحسنين} ، {تلك آيات الكتاب الحكيم} ، الحكيم: المحكم المتقن فى لفظه وفى معناه وضعوا الأمور فى مواضعها {ومن أحسن من الله قولا لقوم يقنون} ، هو الحكيم لأنه إشتمل على الحكمة، هو الحكيم: لأنه يحكم بين الناس ويبين الأمور على وجه التمام والسداد، {تلك آيات الكتاب الحكيم} .