والوجه الخامس: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} كان الجاهلية المشركون فى جاهليتهم إذا حجوا يقولون "لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك ملكته وما ملك" وحال الناس فى هذه الأيام بل كما قلت لكم حال بعض طلبة العلم، هل نبدأ بالأناشيد الوطنية أو نبدأ بكلام ربنا القويم؟
لا يختلف الأمر عن شعارات الجاهلية "لبيك لاشريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك " لكن هناك كانت التلبية لهبل أو لللات أو للعزى، وإن صارت التلبية للوطن {فماذا بعد الحق إلا الضلال. وأن هذا صراطاً مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} .
إخوتى الكرام: وما من شك عند بنى الإنسان أن حياة الجاهلية تغيرت بمبعث خير البرية عليه الصلاة والسلام، والذى غير تلك الحياة الآثمة الخبيثة الضآلة التائهة الضائعة، كلام الله جل وعلا الذى أنزله على عبده ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فماذا فى كلام الله جل وعلا من الأمور؟ وما الأمور التى صاحبت كلام الله جل وعلا حتى صار لمن أخذ به ذلك الأثر، فخرجوا من الجاهلية الى الهدى ومن الضلال الى الرشد.
إخوتى الكرام: إن تشريع الله وكتاب الله وكلام الله وهذا القرآن المجيد الذى أنزله على نبينا عليه الصلاة والسلام صاحبه أربعة أمور لا يوجد واحد منها فى تشريع ولا فى نظام ولا فى قانون هذه الأمور الأربعة.
أولها: علم تام واسع محيط، كيف لا وقائله ومنزله هو العليم بكل شىء سبحانه وتعالى، يقول الله جل وعلا فى سورة الفرقان: {وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا. قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما} .