وقال عليه الصلاة والسلام: «اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا، ومصابيح الآخرة» .
وإننا لنرى بأم أعيننا، أكابر العلماء والفضلاء يموتون فلا من يخلفهم في علمهم وفضلهم وتنطفئ مصابيحهم فلا من يوقدها من بعدهم ولن يمر علينا وقت طويل - إذا امتد بنا هذا الحال - حتى نبحث عن العالم لا بل عن طالب العلم فلا نراه ويعم فينا الجهل بالدين فلا نفقه حقيقته وهداه.
إني لأرى العلم يقبض أهله بموت حملته ثم تبقى مقاماتهم فارغة فلا يملؤها إلا من دونهم ولا يخلفهم إلا من يصح أن يكون تلميذًا لهم. . ولقد بدأنا نشكو قحطًا في العلماء لأن المسلمين قد انصرفوا عن الدين وزهد الشباب المثقف في طلب العلم ورأوه سبة ومذلة وانحطاطًا وأقفرت البلاد الإسلامية من المعاهد الدينية والمدارس الشرعية أو كادت وماذا يحصل بعد أن يرفع العلم بقبض العلماء وتقفر البلاد من المعاهد المنتجة لهم، إلا أن يثبت الجهل ويسود الجهلاء ويكون الضلال المبين وإنما يحز في القلب أن الجهل بالدين قد أطبق على عامة المسلمين فأصبحوا لا يفرقون بين حق وباطل وحلال وحرام حتى قادهم الجهل إلى المعاصي والآثام.
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» .
فماذا فعل المسلمون بهذه الفريضة؟ لقد عطلوها ورضوا بالجهل واطمأنوا إليه ونفروا من العلم وزهدوا فيه ثم استسلموا لشهواتهم وانقادوا لأهوائهم وضلوا ضلالًا بعيدًا.