أيها المسلمون: أما العلامة الثالثة والرابعة من أشراط الساعة فهي: شرب الخمر وظهور الزنا. إن الخمرة هي أم الخبائث والزنا الذي هو رأس الفواحش، ما ظهر في أمة إلا كان ذلك دليلًا على بلوغها أبعد حدود الإجرام وترديها في أعمق الكبائر والآثام.
وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وعمته وخالته» .
وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما ظهر الزنا أو الربا في قرية، إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله» .
وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزال أمتي بخير متماسك أمرها، ما لم يظهر فيهم ولد الزنا» .
وبعد: فإن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وإذا كانت نهاية العالم قد بدأت وأمارات الساعة قد ظهرت، فلنكن على ذكر مستمر لذلك اليوم الرهيب ولنكن على أتم استعداد للموت ولما بعد الموت، ولنحرص على أن نخرج من هذه الدنيا بنفس طاهرة لم تتلوث بالمعاصي وقلب سليم لم يتمكن فيه حب الدنيا.
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: 63]
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من عذاب النار وخزي يوم القيامة، ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.