من خلال حياة المسلمين الحاضرة، وما فيها من فواحش ومنكرات وفقد للحياء والتراحم ومجاهرة بالمعاصي ومنع للزكاة وخيانة للأمانة وتهافت على الآثام.
ومن أماراتها كثرة الترف والفسوق وأن ترى الذين كانوا حفاة عراة يرعون الشاء ويسكنون الصحراء، يتطاولون في البنيان ويتقلبون في أعطاف النعيم، فتصبح لهم أبنية شاهقة، ومراكب فاخرة وأثاث ورياش.
وإن الأمور الأربعة المتقدمة هي من أهم وأبرز هذه العلامات والأمارات. . فالعلامة الأولى والثانية: أن يرفع العلم ويثبت الجهل. . فكيف يكون ذلك؟ .
إن الله عز وجل لا يقبض العلم من صدور العلماء ولا يرفعه انتزاعًا ولكن يقبضه بموت العلماء فيموت علمهم معهم.
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الله لا ينتزع العلم من صدور العلماء انتزاعًا ولكن ينتزعه بقبض العلماء بعلمهم فيبقى أناس جهال يستفتون فيفتون فيضلون ويضلون» .
إن العلماء هم نور الحياة ونبراس الهداية وقبس الحق فإذا ماتوا ولم يكن من يقوم مقامهم ويملأ الفراغ العلمي الذي حدث بموتهم انطفأ ذلك النور وأظلمت الحياة وعم الجهل وتخبط الناس في دياجير الباطل والضلال.
قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة» .