وأما إبراء عيسى - عليه السلام - الأكمهَ والأبرصَ قيل المراد بالأكمه: الذي خلق لا نظر له (?) , والأبرص: الذي قد أُيس من بُرئه , ولا ريب في أن ذلك معجز عظيم وخطْب جسيم وليس ذلك بأعجب من إحياء الموتى وهو شئ قد أُعْطِيَهُ عيسى عليه الصلاة والسلام إكراماً له وإظهاراً لمعجزته وزيادة في إقامة برهانه ولكن لنبيّنا - صلى الله عليه وسلم - أعظم منه من إحياء الموتى كما ذكرنا وكما سيأتي , ومن إبراء الأدواء التي لا يمكن تلافيها بالأدوية المقدورة للبشر مما هو مُدَوَّن في كتب الحديث والسِّيَر وغيرها , فمن ذلك مسحه وتفلُه ولمسه على أدواء تبرأ في الحال كائنةً ما كانت , فإنه تَفَل في عين علي - رضي الله عنه - وهو أرمد فبرأ في الحال وما اشتكاهما بعد ذلك (?) , ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - يُؤتى بالمَرْضى والمُصابين فيَدعو [الله] (?) لهم ويمسحهم فيردّون أصحّاء , وأتي بصبيّ يأخذه الشيطان فقال: «اخسأ (?) عدوّ الله أنا رسول الله» فثَعَّ ثَعَّةً (?) فخرج منه [ق 30/ظ] كالجرو الأسود (?)؛ وعاد مريضاً كان قد صار مثل الفرخ المنتوف فدعا له فكأنّما نُشِط من عقال (?)؛ وله - صلى الله عليه وسلم - في