وروى أيضاً عن ربعي بن حراش قال: "مات أخي فسجّيناه , فذهبت في التماس كفنه , فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: ألا إنّي لقيت ربّي بعدكم فتلقاني بروح وريحان وربّ غير غضبان , وأنه كساني ثياباً خضراً من سندس وإستبرق , وأنّ الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا , وعدني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يَذهب حتى أُدركه , قال (?): فما شبّهت خروج نفسه إلا بحصاةٍ أُلقِيَتْ في ماءٍ فرسَبت , فذُكر ذلك لعائشة رضي الله عنها فصَدّقت بذلك وقالت: قد كنّا نتحدّث أنّ [ق 30/و] رجلاً من هذه الأُمّة يتكلّم بعد موته قال: وكان أقْوَمَنا في الليلة الباردة وأصْوَمَنا في اليوم الحارّ" (?) فهذه الثلاثة (?) أحاديث رواها بمعناها الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة في إحياء الموتى بدعائه وفي دعاء بعض أصحابه بإحيائها وفي حياة بعض أمّته الصالحين بعد موته من غير دعاء أحَدٍ حتى أخبر عن حاله مع ربّه سبحانه ثم مات؛ وروى أبو نعيم أيضاً بإسناده عن عُتبَة بن ضَمْرة (?) قال سمعت والدي (?) يقول: كان لرجل صِرْمَةٌ من غنم وكان له ابن يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بقدح من لبن إذا حَلَب ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقده فجاء أبوه فأخبره أنّ ابنه هلك , فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أتريد أن أدعو الله أن يَنشره لك أو تَصبِرَ فَيدّخره لك إلى يوم القيامة فيأتيك ابنك فيأخذ بيدك فينطلق بك إلى باب الجنة فيدخلك من أيّ أبواب الجنة شئت» , فقال الرجل: ومَن لي بذلك يا نبيّ الله قال: «هو لك ولكلّ مؤمن» (?)؛ فلو لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - واثقاً من ربّه تعالى بإجابة دعوته في إحياء الموتى لما تهَجّم وضمن ذلك للرجل ولا يليق بعاقل أن يدخل تحت هذا الدّرك العظيم إلا بأوثق ضمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015