ينْسب العرجي الشَّاعِر وَلم يكن لَهُ نباهة فِي أَهله مَاتَ فِي حبس مُحَمَّد بن هِشَام بن إِسْمَاعِيل المَخْزُومِي وَهُوَ خَال هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ واليا بِمَكَّة بعد ضرب كثير وتشهير فِي الْأَسْوَاق لِأَنَّهُ شَبَّبَ بِأُمِّهِ ليفضحه لَا لمحبة كَانَت بَينه وَبَينهَا
وَقَالَت فِي حَبسه قصيدته الَّتِي مِنْهَا (الوافر)
(كَأَنِّي لم أكن فيهم وَسِيطًا ... وَلم تَكُ نسبتي من آل عَمْرو)
(أضاعوني وَأي فتي أضاعوا ... ليَوْم كريهة وسداد ثغر)
وَكَانَ من الفرسان الْمَعْدُودين مَعَ مسلمة بن عبد الْملك بِأَرْض الرّوم وترجمته مَعَ أَحْوَاله مفصلة فِي الأغاني والمعاهد
وَأنْشد فِي بَاب المعرب وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وَهُوَ الْبَيْت السَّابِع
(تكتبان فِي الطَّرِيق لَام ألف)
على أَن مَقْصُود الشَّاعِر اللَّام والهمزة لَا صُورَة لَا فَيكون مَعْنَاهُ أَنه تَارَة يمشي مُسْتَقِيمًا فتخط رِجْلَاهُ خطا شَبِيها ب الْألف وَتارَة يمشي معوجا فتخط رِجْلَاهُ خطا شَبِيها ب اللَّام وَعَلِيهِ فَالظَّاهِر أَن يَقُول لاما والفا وَوَجهه أَنه حذف التَّنْوِين من الأول من بَاب الْوَصْل بنيه الْوَقْف وَحذف العاطف ووقف على الثَّانِي على لُغَة ربيعَة وَلَيْسَ فِي وَاحِد من هَذِه الثَّلَاثَة ضَرُورَة وَوجه هَذَا الْبَيْت ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة بِوَجْهَيْنِ آخَرين فَقَالَ إِنَّمَا أَرَادَ كَأَنَّهُمَا تخطان حُرُوف المعجم لَا يُرِيد بَعْضهَا دون بعض وَقد يُمكن أَنه أَرَادَ بقوله لَام ألف شكل لَا فَإِنَّهُ تَلقاهُ من أَفْوَاه الْعَامَّة لِأَن الْخط لَيْسَ لَهُ تعلق بالعرب وَلَا عَنْهُم يُؤْخَذ وَقَول من لَا خبْرَة لَهُ بحروف