وكلفتني ذَنْب امرئٍ وَتركته كذي العر يكوى غَيره وَهُوَ راتع فَهَذَا الْمَعْنى الَّذِي أَخَذته. وأما إفساده فلأنك قلت فِي صدر بَيْتك: إِنَّك عوقبت بِجِنَايَة غَيْرك وَلم يُعَاقب صَاحب الْجِنَايَة ثمَّ قلت فِي عجز بَيْتك: إِن صَاحب الْجِنَايَة قد شركك فِي الْعقُوبَة. فتناقض معناك: وَذَلِكَ أَنَّك شبهت نَفسك بسبابة المتندم وسبابة المتندم أول شَيْء يألم فِي المتندم ثمَّ يشركها المتندم فِي الْأَلَم فَإِنَّهُ مَتى تألم عُضْو من الْحَيَوَان تألم كُله لِأَن الْمدْرك من كل مدركٍ حَقِيقَته وَحَقِيقَته على الْمَذْهَب الصَّحِيح هِيَ جملَته الْمُشَاهدَة مِنْهُ والمكوي من الْإِبِل يألم وَمَا بِهِ عر وَصَاحب العر لَا يألم جملَة. فَمن هَهُنَا أخذت الْمَعْنى وأفسدته انْتهى.
وَهَذَا تدقيق فلسفي لَا مدْخل لَهُ فِي الشّعْر.)
(وَذَلِكَ أمرٌ لم أكن لأقوله ... وَلَو كبلت فِي ساعدي الْجَوَامِع)
كبلت: جمعت من الكبل وَهُوَ الْقَيْد. والْجَوَامِع: الأغلال جمع جَامِعَة.
(أَتَاك بقولٍ لهله النسج كَاذِبًا ... وَلم يَأْتِ بِالْحَقِّ الَّذِي هُوَ ناصع)
يُقَال: ثوب لهله النسج وهلهل النسج: إِذا كَانَ رَقِيقا وَكَذَلِكَ هلهال. وَلِهَذَا سمي الشَّاعِر لعمري وَمَا عمري عَليّ بهين ... ... ... ... ... ... . الْبَيْت أقارع عوفٍ لَا أحاول غَيرهَا ... ... ... ... ... ... . . الْبَيْت