والعر بِالضَّمِّ: قرح يَأْخُذ الْإِبِل فِي مشافرها وأطرافها شَبيه بالقرع وَرُبمَا تفرق فِي مشافرها مثل القوباء يسيل مِنْهُ مَاء أصفر.
قَالَ ابْن السَّيِّد فِي شَرحه لأدب الْكَاتِب: فِي مَعْنَاهُ خَمْسَة أَقْوَال.
أَحدهمَا: أَن هَذَا أمرٌ كَانَ يَفْعَله جهال الْأَعْرَاب كَانُوا إِذا وَقع العر فِي إبل أحدهم اعْترضُوا بَعِيرًا صَحِيحا من تِلْكَ الْإِبِل فكووا مشفره وعضده وَفَخذه يرَوْنَ أَنهم إِذا فعلوا ذهب العر من إبلهم. كَمَا كَانُوا يعلقون على أنفسهم كعوب الأرانب خشيَة العطب ويفقؤون عين فَحل الْإِبِل لِئَلَّا تصيبها الْعين. وَهَذَا قَول الْأَصْمَعِي وَأبي عَمْرو وَأكْثر اللغويين.
ثَانِيهَا: قَالَ يُونُس: سَأَلت رؤبة بن العجاج عَن هَذَا فَقَالَ: هَذَا وَقَول الآخر:
كالثور يضْرب لما عافت الْبَقر شيءٌ كَانَ قَدِيما ثمَّ تَركه النَّاس. وَيدل عَلَيْهِ قَول الراجز:
(وَكَانَ شكر الْقَوْم عِنْد المنن ... كي الصحيحات وفقء الْأَعْين)
ثَالِثهَا: قيل: إِنَّمَا كَانُوا يكوون الصَّحِيح لِئَلَّا يتَعَلَّق بِهِ الدَّاء لَا ليبرأ السقيم حكى ذَلِك ابْن دُرَيْد.)
رَابِعهَا: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَذَا أَمر لم يكن وَإِنَّمَا هُوَ مثل لَا حَقِيقَة.