من: أَنَّك لمتني وَقد رُوِيَ بِالرَّفْع. وَهَذَا الْجَواب عِنْدِي غير جيد لعدم إِبْهَام الْمُضَاف. وَلَو صَحَّ لصَحَّ الْبناء فِي نَحْو: غلامك وفرسه وَنَحْو هَذَا مِمَّا لَا قَائِل بِهِ.
ثمَّ قَالَ: وَإِنَّمَا هُوَ مَنْصُوب على إِسْقَاط الْبَاء أَو بإضمار أَعنِي أَو على المصدرية. وَفِي الْبَيْت إشكالٌ لَو سَأَلَ السَّائِل عَنهُ كَانَ أولى وَهُوَ إِضَافَة مقَال إِلَى أَن قد قلت فَإِنَّهُ فِي التَّقْدِير مقَالَة)
قَوْلك وَلَا يُضَاف الشَّيْء إِلَى نَفسه. وَجَوَابه: أَن الأَصْل مقَالَة فَحذف التَّنْوِين للضَّرُورَة لَا للإضافة وَأَن وصلتها بدلٌ من مقَالَة أَو من أَنَّك لمتني أَو خبرٌ لمَحْذُوف.
وَقد يكون الشَّاعِر إِنَّمَا قَالَ: مقَالَة أَن بِإِثْبَات التَّنْوِين وَنقل حَرَكَة الْهمزَة فأنشده النَّاس بتحقيقها فاضطروا إِلَى حذف التَّنْوِين. ا. هـ.
وَلَا يخفى أَن هَذَا كُله تعسفٌ وَإِنَّمَا هُوَ من إِضَافَة الْأَعَمّ إِلَى الْأَخَص لِأَن مقَالَة أَعم من قَوْلك. وَهِي من الْإِضَافَة البيانية كشجر الْأَرَاك. أَي: مقَالَة هِيَ هَذَا القَوْل.
(أتوعد عبدا لم يخنك أَمَانَة ... وتترك عبدا ظَالِما وَهُوَ ضالع)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ظَالِم: جَائِر مُتَحَامِل. وضلع أَي: جَار. وَرُوِيَ: ظالع
أَي: مذنب وَأخذ من ظلع الْبَعِير وَهُوَ أَن يقي ويعرج.
(حملت عَليّ ذَنبه وَتركته ... كذي العر يكوى غَيره وَهُوَ راتع)
هَذَا الْبَيْت من شَوَاهِد أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: العر بِالْفَتْح: الجرب نَفسه.
وَأنْشد: