لَا يدْرِي لمن هِيَ فقرأها فَقَالَ: ثكلت المتلمس أمه فَانْتزع المتلمس الصَّحِيفَة من يَد الْغُلَام وَاكْتفى بذلك من قَوْله وَاتبع طرفَة فَلم يُدْرِكهُ وَألقى

الصَّحِيفَة فِي نهر الْحيرَة ثمَّ خرج هَارِبا.

وَقد كَانَ المتلمس فِيمَا يُقَال قَالَ لطرفة حِين قَرَأَ كِتَابه: تعلم أَن فِي صحيفتك لمثل الَّذِي فِي صحيفتي فَقَالَ طرفَة: إِن كَانَ اجترأ عَلَيْك فَمَا كَانَ ليجترأ عَليّ وَلَا ليغرني وَلَا ليقدم عَليّ فَلَمَّا غَلبه سَار المتلمس إِلَى الشَّام وَسَار طرفَة حَتَّى قدم على عَامل الْبَحْرين وَهُوَ بهجر.

فَدفع إِلَيْهِ كتاب عَمْرو بن هِنْد فقرأه فَقَالَ: هَل تعلم مَا أمرت بِهِ فِيك قَالَ: نعم أمرت أَن تجزيني وتحسن إِلَيّ. فَقَالَ لطرفة: إِن بيني وَبَيْنك لخؤولةً أَنا لَهَا راعٍ فاهرب من ليلتك هَذِه فَإِنِّي قد أمرت بقتلك فَاخْرُج قبل أَن تصبح وَيعلم بك النَّاس فَقَالَ لَهُ طرفَة: اشتدت عَلَيْك جائرتي وأحببت أَن أهرب وَأَجْعَل لعَمْرو بن هِنْد عَليّ سَبِيلا كَأَنِّي أذنبت ذَنبا وَالله لَا أفعل ذَلِك أبدا فَلَمَّا أصبح أَمر بحبسه.

وَجَاءَت بكر بن وَائِل فَقَالَت: قدم طرفَة فَدَعَا بِهِ صَاحب الْبَحْرين فَقَرَأَ عَلَيْهِم كتاب الْملك ثمَّ أَمر بطرفة وَحبس وتكرم عَن قَتله وَكتب إِلَى عَمْرو بن هِنْد: أَن ابْعَثْ إِلَى عَمَلك فَإِنِّي غير قَاتل الرجل. فَبعث إِلَيْهِ رجلا من بني تغلب يُقَال لَهُ عبد هِنْد بن جرذ وَاسْتَعْملهُ على الْبَحْرين وَكَانَ رجلا شجاعاً وَأمره بقتل طرفَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015