ثمَّ قَالَ: وَهَذَا الشَّرْط منازعٌ فِيهِ. وَأجَاب الشلوبين بِأَنَّهُ قد يتَوَجَّه الْعلم الْمُشْتَرط فِي التَّرْخِيم على الِاسْم وَعدم الْعلم على الْمُسَمّى فَلَا يتدافعان. وَأما بَيت سِيبَوَيْهٍ فَلَعَلَّهُ إغرابٌ من سِيبَوَيْهٍ إِذْ كَانَ الْوَجْه الآخر لَا غرابة فِيهِ أَو لَعَلَّه اخْتِيَار مِنْهُ لذَلِك الْوَجْه لِأَنَّهُ مَوضِع مدح فتكرير النداء فِيهِ أفخم من الْإِتْيَان بِهِ وَصفا. هَذَا مَا قَالَ ويقويه أَن سِيبَوَيْهٍ أنْشد: فقلتم تعال يَا يزي بن مخرم على أَنه لَيْسَ من الشاذ بل على أَنه من الْجَائِز بِإِطْلَاق وَهُوَ مَعَ ترخيم الْهَاء أَجود وَمثله قَول امْرِئ الْقَيْس:)
وَهَذَا الشَّاهِد دَال على جَوَاز ترخيم الْمَوْصُوف من بَاب الأولى لِأَنَّهُ من الْمَوْصُوف بِابْن وتقرر فِي الْكَلَام صيرورة ابْن مَعَ الْمَوْصُوف فِي حكم الْمركب بِدَلِيل حذف التَّنْوِين. فَإِن كَانَ هَذَا يجوز ترخيمه فَمن بَاب أولى جَوَاز ترخيم نَحْو: يَا طَلْحَة الْفَاضِل وَيَا حَارِث الْفَاضِل فَتَقول: يَا طلح الْفَاضِل وَيَا حَار الْفَاضِل. وَكَذَلِكَ الْمَعْطُوف والمؤكد والمبدل مِنْهُ. انْتهى.
ومخرم بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة. ويزِيد بن المخرم من أَشْرَاف بني الْحَارِث من أهل الْيمن. والمخرم هُوَ ابْن شُرَيْح بن المخرم بن حزن بن زِيَاد بن الْحَارِث بن مَالك بن ربيعَة بن كَعْب بن الْحَارِث.
وَكَانَ يزِيد بن المخرم مِمَّن جَاءَ مَعَ عبد يَغُوث الْحَارِثِيّ فِي يَوْم الْكلاب