(فَقَالُوا تعال يَا يزي بن مخرم ... فَقلت لَهُم: إِنِّي حَلِيف صداء)
على أَن المرخم يجوز وَصفه إِلَّا عِنْد الْفراء وَابْن السراج أَرَادَ الشَّاعِر: يَا يزِيد ابْن مخرم.
وَعند سِيبَوَيْهٍ حذفت الدَّال للترخيم. وَالْيَاء لالتقاء الساكنين. وَقَالَ الْفراء: كِلَاهُمَا حذف للترخيم. فَإِن مذْهبه حذف السَّاكِن مَعَ الآخر فِي التَّرْخِيم فَيَقُول: فِيمَن اسْمه قمطر ياقم كَذَا فِي الْإِيضَاح لِابْنِ الْحَاجِب.
قَالَ الشاطبي فِي شرح الألفية: شَرط الْمُؤَنَّث بِالتَّاءِ المرخم أَن لايكون مَوْصُوفا لِأَن التَّرْخِيم حذف آخر الِاسْم للْعلم بِهِ وَالصّفة بَيَان الْمَوْصُوف لعدم الْعلم بِهِ فهما متدافعان.
وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْله: إِنَّك يَا معاو يَا ابْن الْأَفْضَل إِنَّه ترخيم بعد ترخيم. وَقد نَص على هَذَا الروماني وَتَبعهُ ابْن خروف وَقَالَ فِي الْبَيْت: لَا يصلح فِيهِ النَّعْت لِأَنَّهُ منادى مرخم فَهُوَ فِي نِهَايَة التَّعْرِيف فنعته بعيد. فعلى هَذَا يكون قَول يزِيد بن مخرم وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: فقلتم تعال يَا يزي بن مخرم. . الْبَيْت شاذاً. وَيجْرِي مجْرى النَّعْت على هَذَا التَّقْدِير التوابع كلهَا: من الْعَطف الْبَيَانِي والتوكيد إِلَّا الْبَدَل فَفِيهِ بحث وَإِلَّا الْعَطف النسقي فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا أَعنِي من الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ مُسْتَقل بالعامل من جِهَة الْمَعْنى. وَفِيه نظر أَيْضا. انْتهى