وضباعة بنت زفر بن الْحَارِث الْآتِي ذكره.

قَالَ اللَّخْمِيّ: وَفِيه عطف المعرب على الْمَبْنِيّ لِأَنَّهُ عطف وَلَا يَك وَهُوَ مُعرب على قفي وَهُوَ مَبْنِيّ وَإِنَّمَا سوغ ذَلِك وجود الْعَامِل وَهِي لَا كَقَوْلِه تَعَالَى: وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا اتبعُوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وَلَو قلت: اقصدني وأكرمك بِالْجَزْمِ على اللَّفْظ لم يجز على مَذْهَب الْبَصرِيين لِأَن اقصدني فعل مَبْنِيّ لَا جازم لَهُ فَلَا يعْطف على لَفظه كَمَا لَا يجوز: هَذِه حذام وَأُخْتهَا بِالْجَرِّ على لفظ حذام. فَإِن قلت: اقصدني فلأحدثك فأدخلت لَام الْأَمر جَازَت الْمَسْأَلَة كَمَا تقدم فِي الْآيَة. .)

أَقُول: هَذَا مَا يتعجب مِنْهُ فَإِن الْعَطف فِيهِ إِنَّمَا هُوَ من عطف جملَة على جملَة لَا من عطف مُعرب على مَبْنِيّ وَلَا حَاجَة إِلَى التَّطْوِيل من غير طائل. . قَالَ: وَفِيه حذف النُّون من يكن

وَهَذَا الْبَيْت مطلع قصيدة للقطامي مدح بهَا زفر بن الْحَارِث الْكلابِي. وَكَانَ بَنو أَسد أحاطوا بِهِ فِي نواحي الجزيرة وأسروه يَوْم الخابور وَأَرَادُوا قَتله فحال زفر بَينه وَبينهمْ وحماه وَمنعه وَحمله وكساه وَأَعْطَاهُ مائَة نَاقَة. فمدحه بِهَذِهِ القصيدة وَغَيرهَا وحض قيسا وتغلب على السّلم. وَبعد هَذَا الْبَيْت:

(قفي فادي أسيرك إِن قومِي ... وقومك لَا أرى لَهُم اجتماعا)

(وَكَيف تجامعٌ مَعَ مَا استحلا ... من الْحرم الْكِبَار وَمَا أضاعا)

(ألم يحزنك أَن حبال قيسٍ ... وتغلب قد تباينت انْقِطَاعًا)

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015