(قفي قبل التَّفَرُّق يَا ضباعا ... وَلَا يَك موقفٌ مِنْك الوداعا)
على أَن مرخم ضباعة فحذفت الْهَاء للترخيم وَألف التَّرْخِيم تغني عَنْهَا. قَالَ الْعلم وَغَيره: الْوَقْف مَا فِيهِ الْهَاء ثمَّ لما وقفُوا عَلَيْهِ ردوا الْهَاء عَلَيْهَا عوضا من الْهَاء لأَنهم إِنَّمَا رخموا للْوَقْف فَلَمَّا لم يُمكنهُم رد الْهَاء هَهُنَا جعل الْألف عوضا مِنْهَا على مَا بَينه سِيبَوَيْهٍ.
قَالَ الدماميني فِي شرح التسهيل: قد يُقَال: لَا نسلم أَن هَذِه الْألف عوض عَن التَّاء المحذوفة بل هِيَ ألف الْإِطْلَاق. وَهَذِه الْمَسْأَلَة لَا يسْتَدلّ عَلَيْهَا بالشعر فَإِن ثَبت فِي النثر مثل ذَلِك تمت الدَّعْوَى وَإِلَّا فَلَا.
قَوْله: وَلَا يَك موقف. . الخ يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون على الطّلب وَالرَّغْبَة كَأَنَّهُ قَالَ: لَا جعل الله موقفك هَذَا آخر الْوَدَاع. كَذَا فِي شرح أَبْيَات الْجمل للخمي. فَفِيهِ حذف مُضَاف من الْوَدَاع وَقدره بَعضهم: موقف وداع وَهَذَا أحسن. وروى أَبُو الْحسن الْأَخْفَش وَهُوَ سعيد وَلَا يَك موقفا مِنْك الوداعا وَقَالَ: نصب موقفا لِأَنَّهُ أَرَادَ: قفي موقفا وَهُوَ أبينها ا. هـ.
وَعَلِيهِ فاسم يَك ضمير الْمصدر الْمَفْهُوم من قفي كَأَنَّهُ قَالَ: وَلَا يكن موقفك موقف الْوَدَاع.
وَقَوله: وَرفع بَعضهم موقفا. . الخ هُوَ الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة لَكِن فِيهِ الْإِخْبَار بالمعرفة عَن النكرَة. وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي بَاب الْأَفْعَال النَّاقِصَة.