الِاسْتِقْلَال وَهُوَ لُغَة من لَا ينْتَظر أَو على نِيَّة الْمَحْذُوف وَهُوَ لُغَة من ينْتَظر كَمَا فِي هَذَا الْبَيْت.
فَإِن أماما أَصله أُمَامَة فَلَمَّا حذف الْهَاء أبقى الْمِيم على حَالهَا وَالْألف للإطلاق فَلَو كَانَ على تَقْدِير الِاسْتِقْلَال بِجعْل مَا قبل الآخر فِي حكم الآخر لضم الْمِيم رفعا لِأَنَّهُ اسْم أضحى. وشاسعة أَي: بعيدَة خَبَرهَا.
قَالَ الأعلم الشنتمري: وَكَانَ الْمبرد يرد هَذَا وَيَزْعُم أَن الرِّوَايَة فِيهِ: وَمَا عهدي كعهدك يَا أماما
وَأَن عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير أنْشدهُ هَكَذَا. وسيبويه أوثق من أَن يتهم فِيمَا رَوَاهُ انْتهى.
وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش فِي شرح نَوَادِر أبي زيد الْأنْصَارِيّ: الْعَرَب فِي التَّرْخِيم على لغتين: فَمنهمْ من يَقُول إِذا رخم حارثاً وَنَحْوه: يَا حَار بِكَسْر الرَّاء وَهُوَ الْأَكْثَر فالثاء على هَذِه اللُّغَة فِي النِّيَّة فَمن فعل هَذَا لم يجز مثله فِي غير النداء إِلَّا فِي الضَّرُورَة وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ لجرير: أَلا أضحت حبالكم رماما. . الْبَيْت فأجراه فِي غير النداء لما اضْطر كَمَا أجراه فِي النداء وَهَذَا من أقبح الضرورات. . وأنشدنا الْمبرد هَذَا الْبَيْت عَن عمَارَة: وَمَا عهدي كعهدك يَا أماما على غير ضَرُورَة. وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ لعبد الرَّحْمَن بن حسان: