زمَان الديلم فرق فِي يَوْم وَاحِد بشبديز قرميسين أَلفَيْنِ وَخَمْسمِائة قِطْعَة إبريسم ومضمونه كتاب الشوق إِلَى لِقَاء المتنبي وتشوفه إِلَى نظرته.

فَأَجَابَهُ المتنبي:

(إِذا سمع النَّاس أَلْفَاظه ... خُلِقْنَ لَهُ فِي الْقُلُوب الْحَسَد)

(فَقلت وَقد فرس الناظرين ... كَذَا يفعل الْأسد ابْن الْأسد)

فَلَمَّا عَاد الْجَواب إِلَى أبي الْفَتْح جعل الأبيات سُورَة يدرسها وَيحكم للمتنبي بِالْفَضْلِ على أهل زَمَانه. . فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد بن أبي الثَّبَات الْبَغْدَادِيّ:

(لوارد شعرٍ كذوب الْبرد ... أَتَانَا بِهِ خاطرٌ قد جمد)

(فَأقبل بمضغه بَعْضنَا ... وهم السنانير أكل الغدد)

(وَقَالُوا: جوادٌ يفوق الْجِيَاد ... ويسبق من عَفوه المقتصد)

(وَلَو ولي النَّقْد أَمْثَاله ... لظلت خفافيشنا تنتقد))

فاستخف أَبُو الْفَتْح بِهِ وجره بِرجلِهِ. ففارقهم وَهَاجَر إِلَى أذربيجان والأمير أَبُو سَالم ديسم بن شادكويه على الإمرة فاتصل بِهِ وحظي عِنْده على غَايَة الْإِكْرَام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015