وَكَانَ يقتل أول من رأى فِي يَوْم بؤسه فَخرج الْمُنْذر فِي يَوْم بؤسه فلقي عبيد بن الأبرص فَقَالَ لَهُ: هلا كَانَ الْمَذْبُوح غَيْرك يَا عبيد فَقَالَ: أتتك بحائن رِجْلَاهُ وأرسله مثلا فَقَالَ لَهُ: أنشدنا يَا عبيد فَقَالَ: حَال الجريض دون القريض وَبلغ الحزام الطبيين وأرسلهما مثلا فَقَالَ لَهُ أَنْشدني فَقَالَ: المنايا على الحوايا وأرسله مثلا فَقَالَ بعض الْقَوْم: أنْشد الْملك هبلتك أمك فَقَالَ: وَمَا قَول قَائِل مقتول وأرسله مثلا وَقَالَ آخر: مَا أَشد جزعك بِالْمَوْتِ فَقَالَ: لَا يرحلن رحلك من لَيْسَ مَعَك وأرسله مثلا فَقَالَ الْملك: قد أمللتني فأرحني قبل أَن آمُر بك فَقَالَ عبيد: من عز بز وأرسله مثلا فَقَالَ الْملك: أنشدنا قَوْلك:
فأنشده: أقفر من أَهله عبيد فاليوم لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيد وَأنْشد هَذَا الْبَيْت صَاحب الْكَشَّاف عِنْد قَوْله تَعَالَى: قل جَاءَ الْحق وَمَا يبدئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد على أَن هَذِه الْكَلِمَة قد صَارَت مثلا فِي الْهَلَاك من غير نظر إِلَى مفرداتها وَهُوَ فِي الأَصْل كِنَايَة لِأَن الْهَالِك لم يبْق لَهُ إبداء وَلَا إِعَادَة كَمَا يُقَال: لَا يَأْكُل وَلَا يشرب أَي: مَاتَ. فَقَالَ لَهُ الْملك: وَيحك يَا عبيد أَنْشدني قبل أَن أذبحك فَقَالَ عبيد: وَالله إِن مت مَا ضرني فَقَالَ لَهُ: لابد من الْمَوْت فاختر: إِن شِئْت من الأكحل وَإِن شِئْت من الأبجل وَإِن شِئْت من الوريد: فَقَالَ عبيد: