.
(لعمري لَئِن غالت خُرَاسَان هامتي ... لقد كنت عَن بَابي خُرَاسَان نَائِيا)
(فَللَّه دري يَوْم أترك طَائِعا ... بني بِأَعْلَى الرقمتين وماليا)
(ودر الظباء السانحات عَشِيَّة ... يخبرن أَنِّي هالكٌ من ورائيا)
(ودر كبيري اللَّذين كِلَاهُمَا ... عَليّ شفيقٌ ناصحٌ لَو نهانيا)
(ودر الرِّجَال الشَّاهِدين تفتكي ... بأَمْري أَلا يقصروا من وثاقيا)
(ودر الْهوى من حَيْثُ يَدْعُو صحابه ... ودر لجاجاتي ودر انتهائيا)
(تذكرت من يبكي عَليّ فَلم أجد ... سوى السَّيْف وَالرمْح الرديني باكيا)
(وأشقر محبوكٍ يجر لجامه ... إِلَى المَاء لم يتْرك لَهُ الْمَوْت ساقيا)
(وَلَكِن بِأَكْنَافِ السمينة نسوةٌ ... عزيزٌ عَلَيْهِنَّ العشية مَا بيا)
(صريعٌ على أَيدي الرِّجَال بقفرة ... يسوون لحدي حَيْثُ حم قضائيا)
(وَلما تراءت عِنْد مرو منيتي ... وخل بهَا جسمي وحانت وفاتيا)
(أَقُول لِأَصْحَابِي: ارفعوني فَإِنَّهُ ... يقر بعيني أَن سهيلٌ بدا ليا)
(فيا صَاحِبي رحلي دنا الْمَوْت فانزلا ... برابيةٍ إِنِّي مقيمٌ لياليا)
(أقيما عَليّ الْيَوْم أَو بعض ليلةٍ ... وَلَا تعجلاني قد تبين شانيا)
(وقوما إِذا مَا استل روحي فهيئا ... لي السدر والأكفان عِنْد فنائيا)