شَاعِر وَهُوَ الَّذِي طعن عَامر بن الطُّفَيْل فِي عينه يَوْم فيف الرّيح. وَمِنْهُم مِمَّن أدْرك الْإِسْلَام جَعْفَر بن علبة بن ربيعَة بن الْحَارِث ابْن عبد يَغُوث وَكَانَ شَاعِرًا صعلوكاً أَخذ فِي دم فحبس بِالْمَدِينَةِ ثمَّ قتل صبرا وَسَتَأْتِي تَرْجَمته فِي بَاب إِن الْمُشَدّدَة فِي أَوَاخِر الْكتاب.
قَالَ الجاحظ فِي الْبَيَان والتبيين: لَيْسَ فِي الأَرْض أعجب من طرفَة بن العَبْد وَعبد يَغُوث فَإِن قسنا جودة أشعارهما فِي وَقت إحاطة الْمَوْت بهما فَلم تكن دون سَائِر أشعارهما فِي حَال الْأَمْن والرفاهية.
وَأما قصيدة مَالك بن الريب فَهِيَ ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ بَيْتا وَهِي هَذِه:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا)
(فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه ... وليت الغضى ماشى الركاب لياليا)
(لقد كَانَ فِي أهل الغضى لَو دنا الغضى ... مزارٌ وَلَكِن الغضى لَيْسَ دانيا)
(ألم ترني بِعْت الضَّلَالَة بِالْهدى ... وأصبحت فِي جَيش ابْن عَفَّان غازيا)
(وأصبحت فِي أَرض الأعادي بعيد مَا ... أَرَانِي عَن أَرض الأعادي قاصيا)
(دَعَاني الْهوى من أهل أودٍ وصحبتي ... بِذِي الطبسين فَالْتَفت ورائيا))
(أجبْت الْهوى لما دَعَاني بزفرةٍ ... تقنعت مِنْهَا أَن ألام ردائيا)
(أَقُول وَقد حَالَتْ قرى الكرد دُوننَا: ... جزى الله عمرا خير مَا كَانَ جازيا)
(إِن الله يرجعني من الْغَزْو لَا أرى ... وَإِن قل مَالِي طَالبا مَا ورائيا)
(تَقول ابْنَتي لما رَأَتْ طول رحلتي ... سفارك هَذَا تاركي لَا أَبَا لي)