يُرِيد: لَكِن أَنا إياك لَا أقلي فَترك الْهمزَة فَصَارَ كالحرف الْوَاحِد. وَزعم الْكسَائي أَنه سمع بعض الْعَرَب يَقُول: إِن قَائِم يُرِيد: إِن أَنا قَائِم فَترك الْهَمْز وأدغم وَهِي نَظِيره للكن. انْتهى. كَلَامه.

وَقد تبعه صَاحب الْكَشَّاف فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة وَأَبُو حَيَّان فِي تَذكرته وَغَيرهمَا.

ثَانِيهَا: أَن تكون من أَخَوَات إِن وَاسْمهَا ضمير شَأْن مَحْذُوف وَالْجُمْلَة بعْدهَا خَبَرهَا وَعَلِيهِ اقْتصر ابْن يعِيش وَصَاحب اللّبَاب وشراحه.

وَنقل ابْن المستوفي عَن الزَّمَخْشَرِيّ فِي مناهيه على الْمفصل أَنه قَالَ: وَجهه أَن يكون الأَصْل لكنه إياك لَا أقلي الضَّمِير ضمير الشَّأْن ثمَّ حذفه كَمَا حذفه من قَالَ: الْخَفِيف)

(إِن من لَام فِي بني بنت حسا ... ن ألمه وأعصه فِي الخطوب)

وَلَو رُوِيَ لَكِن بِكَسْر النُّون اجتزاءً من الْيَاء بِالْكَسْرِ لَكَانَ وَجها سديداً.

-

ثَالِثهَا: أَن اسْمهَا ضمير مُتَكَلم مَحْذُوف لضَرُورَة الشّعْر أَي: وَلَكِنِّي كَمَا حذف اسْمهَا فِي قَول الآخر: وَلَكِن زنجيٌ عَظِيم المشافر أَي: وَلَكِنَّك زنجيٌ. وَهُوَ قَول الْخَوَارِزْمِيّ نَقله عَنهُ ابْن المستوفي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015