فَإِن قلت: إياك ضمير نصب فَهَل يجوز أَن يكون اسْم لَكِن قلت: لَا يجوز لِأَنَّهُ لَو كَانَ اسْمهَا لوَجَبَ أَن يُقَال: وَلَكِنَّك فَإِنَّهُ مَتى أمكن اتِّصَال الضَّمِير لَا يعدل إِلَى انْفِصَاله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يدعى فَصله لضَرُورَة الشّعْر.
قَالَ الأندلسي فِي شرح الْمفصل: وَلَو قلت: أجعَل الضَّمِير الْمُنْفَصِل اسْما وَلَا أقلي خَبرا وأرتكب إِجْرَاء الْمُنْفَصِل مجْرى الْمُتَّصِل وأحذف الرَّاجِع إِلَى اسْم لَكِن وَالْأَصْل: لكنك لَا أقليك لَكُنْت لعمري متعسفاً. انْتهى.
فَإِن قلت: حَيْثُ امْتنع فِي الفصيح جعل إياك اسْم لَكِن مَا وَجه فَصله عَن عَامله وتقديمه عَلَيْهِ قلت: وَجهه الْحصْر.
فَإِن تَقْدِيم مَا حَقه التَّأْخِير يُفِيد ذَلِك فَأفَاد أَنَّهَا هِيَ الَّتِي لَا تقلى بِخِلَاف غَيرهَا فَإِنَّهُ يقلى.
-
وَهَذَا الْبَيْت لم أَقف عِلّة تتمته وقائله مَعَ أَنه مَشْهُور قَلما خلا مِنْهُ كتاب نحوي. وَالله أعلم.