ابْن جني فِي سر الصِّنَاعَة قَالَ: إِذا قلت: مُطِرْنَا بَين زبالة فالثّعلبية أردْت أَن الْمَطَر انتظم الْأَمَاكِن الَّتِي مَا بَين القريتين يقروها شَيْئا فَشَيْئًا بِلَا فُرْجَة فَإِذا قلت: مُطِرْنَا مَا بَين زبالة فالثّعلبية أردْت أَن الْمَطَر وَقع بَينهمَا وَلم ترد أَنه اتَّصل فِي هَذِه الْأَمَاكِن من أَولهَا إِلَى آخرهَا انْتهى.)

وَفِي صَنِيع الشَّارِح أُمُور: أَحدهَا: قَوْله: وَقد تَجِيء الْفَاء العاطفة للمفرد بِمَعْنى إِلَى أَرَادَ أَنَّهَا كَانَت عاطفة قبل مجيئها بِمَعْنى إِلَى وَأما بعده فَهِيَ متمحّضة للغاية كَمَا هُوَ ظَاهر من

كَلَامه على الْبَيْت. وَلَا يُنَافِيهِ قَوْله: حذفه أَي: حذف الْوَاو مَعَ فَاء الْعَطف ... إِلَخ لِأَن المُرَاد فَاء الْعَطف صُورَة لَا حَقِيقَة وَفِيه أَنه لَا ضَرُورَة إِلَى تَقْدِير وَاو الْعَطف مَعهَا فَإِنَّهَا عاطفة.

وَلَا يمْنَع من عطفها كَونهَا بِمَعْنى إِلَى فَإِن أَو العاطفة تَأتي بِمَعْنى إِلَى وَبِمَعْنى إِلَّا وَلم يقل أحد إِنَّهَا مُجَرّدَة من الْعَطف فيهمَا والعطف بهَا وَاقع قطعا كَمَا فِي الْمِثَال وَالشعر وَهِي نائبة عَن إِلَى لَا أَنَّهَا بمعناها.

ثَانِيهَا: قَوْله: على مَا حكى الزجاجي: مُطِرْنَا مَا بَين زبالة فالثعلبيّة هَذِه الْحِكَايَة والتوجيه إِنَّمَا هما للكسائي وَالْفراء قَالَ فِي تَفْسِير الْآيَة: وَأما الْوَجْه الثَّالِث وَهُوَ أحبّها إليّ فَأن تجْعَل الْمَعْنى على: إِن الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015