يُقَال: بكيته وَيَتَعَدَّى بالحرف أَيْضا يُقَال: بَكَيْت عَلَيْهِ وَله. وَأما بكيته بِالتَّشْدِيدِ فَمَعْنَاه: جعلته باكياً كأبكيته بِالْهَمْزَةِ.
وَتَقْدِير الشَّارِح: أَي منَازِل بَين الدُّخُول خير مِنْهُ أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن بَين مفعول لنبك بِتَقْدِير مُضَاف أَي: قفا نبك منَازِل بَين الدُّخُول.
وَفِي الْقَوْلَيْنِ إِشَارَة إِلَى أَن بَين لَيْسَ حَالا من سقط اللوى وَلَا صفة لَهُ.
قَالَ ابْن الملا تبعا للعيني: بسقط اللوى: صفة منزل وَبَين الدُّخُول صفة سقط اللوى أَي: من منزل كَائِن بسقط اللوى الْكَائِن بَين الدُّخُول.
وَإِنَّمَا قَدرنَا مُتَعَلق الصّفة الثَّانِيَة اسْما مُعَرفا وَإِن كَانَ الْمَشْهُور تَقْدِيره فعلا أَو اسْما مُنْكرا رِعَايَة لجَانب الْمَعْنى. وَلَا يحسن جعل الظّرْف حَالا إِذْ لَيْسَ الْقَصْد إِلَّا التَّقْيِيد.
-
وَلنَا عَنْهُمَا غنية بجعله صفة ثَانِيَة لمنزل أَو بَدَلا من سقط اللوى مَعَ أَن فِي قَوْله مُخَالفَة لقَولهم: الْجمل والظروف بعد المعارف أَحْوَال وَبعد النكرات صِفَات.
وَلَا يخفي أَنه لَا حَاجَة إِلَى ادّعاء حذف مَا أَو حذف مُضَاف لِأَن المبكيّ من أَجله مَذْكُور وَهُوَ قَوْله: من ذكرى حبيب ومنزل وَمن فِيهِ بِمَعْنى اللَّام تعليلية والمبكيّ من أَجله والمبكيّ عَلَيْهِ مآلهما وَاحِد.
وَالْأولَى حمل تَقْدِير الشَّارِح هَذَا الْمُضَاف عَلَيْهِ بجعله ظرفا لنبك أَو بَدَلا من منزل فَيقْرَأ بِالْجَرِّ فَيكون أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن المبكيّ من أَجله منَازِل لَا منزل وَاحِد لِأَن الْمَوَاضِع أَرْبَعَة وأقلّ منازلها مثلهَا.
وَالْقَوْل الثَّالِث وَهُوَ قَول الشَّارِح المركّب مِنْهُمَا مُحْتَاج إِلَى المعونة الَّتِي ذَكرنَاهَا إِذْ لَا يصحّ إلاّ بِتَقْدِير بَين أَمَاكِن الدُّخُول إِلَى حومل.
وَقد أَشَارَ إِلَيْهَا