ظرفية أَي: مُدَّة بقائنا.
وروى بدله: مَا حيينا من الْحَيَاة. والشقاق: مصدر شاقه مشاقة وشقاقاً أَي: خَالفه.
وَحَقِيقَته أَن يَأْتِي كل مِنْهُمَا مَا يشق على صَاحبه فَيكون كل مِنْهُمَا فِي شقّ غير شقّ صَاحبه. والشق بِالْكَسْرِ: الْجَانِب وَالْمَشَقَّة وَنصف الشَّيْء.)
-
وَأورد عَلَيْهِ بِأَن فِيهِ الْحَذف من الأول لدلَالَة الثَّانِي وَإِنَّمَا الْكثير الْعَكْس. وخرجه بَعضهم كَمَا نَقله الْعَيْنِيّ على أَن: بغاة خبر إِنَّا وَخبر انتم مَحْذُوف وَالتَّقْدِير: إِنَّا بغاة وَأَنْتُم كَذَلِك فَيكون جملَة أَنْتُم كَذَلِك فَيكون جملَة وَأَنْتُم كَذَلِك اعْترض بهَا بَين الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر.
وَيرد على التخاريج الثَّلَاثَة أَن الْمُتَكَلّم لَا يثبت لنَفسِهِ الْبَغي والعدوان وَإِنَّمَا ينْسبهُ إِلَى الْمُخَاطب.
وَيُجَاب بِأَن الْمَعْنى مَا ذكر فِي سَبَب هَذَا الشّعْر كَمَا تقدم وَلَيْسَ مَعْنَاهُ مَا أورد. وَكَأن الشَّارِح الْمُحَقق لحظ هَذَا الْوُرُود فخرجه على أَن قَوْله مَا بَقينَا فِي شقَاق خبر إِنَّا وَجُمْلَة وَأَنْتُم وَهَذَا التَّخْرِيج لَا غُبَار عَلَيْهِ جيد إعراباً وَمعنى. وَجعل الْجُمْلَة اعتراضية أحسن من جعلهَا عاطفة لِأَنَّهُ يلْزم عَلَيْهِ الْعَطف قبل تَمام الْمَعْطُوف عَلَيْهِ.
وَإِلَى هَذَا ذهب صَاحب اللّبَاب قَالَ: وَقد يتَوَهَّم أَن أَن الْمَفْتُوحَة فِي بَاب علمت لَهَا حكم الْمَكْسُورَة فِي صِحَة الْعَطف على الْمحل كَقَوْلِه: وَإِلَّا فاعلموا أَنا وَأَنْتُم الْبَيْت وَلَيْسَ بثبت لاحْتِمَال أَن يكون الْعَطف بِاعْتِبَار الْجمل لَا بِاعْتِبَار التَّشْرِيك فِي الْعَامِل. وَإنَّهُ جَائِز فِي الْجَمِيع.