وَالتَّأْخِير كَأَنَّهُ ابْتِدَاء على قَوْله: والصابئون بعد مَا يمْضِي الْخَبَر.
وَقَالَ الشَّاعِر: كَأَنَّهُ قَالَ: نَحن بغاة مَا بَقينَا وَأَنْتُم. انْتهى كَلَامه.
قَالَ النّحاس: يَعْنِي أَنه عطف أَنْتُم على الْموضع مثل: إِنِّي منطلق وَزيد. انْتهى.
وَكَذَا نقل الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل.
وَقَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِي قَوْله: وَأَنْتُم على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير أَي: فاعلموا
أَنا بغاة وَأَنْتُم فَأنْتم: مُبْتَدأ وَالْخَبَر: مَحْذُوف لعلم السَّامع وَالْمعْنَى: وَأَنْتُم بغاة.
وَيجوز أَن يكون الْمَحْذُوف خبر أَن كَمَا تَقول: إِن هنداً وَزيد منطلق. وَالْمعْنَى إِن هنداً منطلقة وَزيد منطلق فحذفت خبر الأول لدلَالَة الآخر عَلَيْهِ.
وَالْآيَة الَّتِي اسْتشْهد بهَا سِيبَوَيْهٍ مَعَ الْبَيْت إِنَّمَا هِيَ آيَة الصائبين كَمَا رَأَيْت.
وَأما آيَة بَرَاءَة فَلم يوردها سِيبَوَيْهٍ مَعَ الْبَيْت وَإِنَّمَا أوردهَا قبله بِثَلَاثَة أَبْوَاب وَهُوَ بَاب الْعَطف على اسْم إِن قَالَ: تَقول: إِن عمرا منطلق وَسَعِيد فسعيد يرْتَفع على وَجْهَيْن: حسن وَضَعِيف.
فَأَما الْحسن فَأن يكون مَحْمُولا على الِابْتِدَاء لِأَن معنى: إِن زيدا منطلق زيد منطلق وَإِن دخلت توكيداً. وَفِي الْقُرْآن مثله: وأذان من الله وَرَسُوله إِلَى النَّاس يَوْم الْحَج الْأَكْبَر أَن الله بَرِيء)
من الْمُشْركين وَرَسُوله.
وَأما الْوَجْه الآخر الضَّعِيف فَأن يكون مَحْمُولا