على الِاسْم الْمُضمر فِي المنطلق. فَإِذا أردْت ذَلِك وَإِن شِئْت جعلت الْكَلَام على الأول فَقلت: إِن زيدا منطلق وعمراً ظريف فَجَعَلته على قَوْله عَزَّ وَجَلَّ: وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام وَالْبَحْر يمده من بعده.
وَقد رَفعه قوم على: لَو ضربت عمرا وَزيد قَائِم مَا ضرك أَي: لَو ضربت عمرا وَزيد فِي هَذِه الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام وَالْبَحْر هَذَا أمره مَا نفذت كَلِمَات الله. انْتهى.
-
قَالَ الشاطبي فِي شرح الألفية: يُمكن أَن يكون رفع الْبَحْر فِي الْآيَة على مثل الرّفْع فِي إِن الْمَكْسُورَة لَا على أَنَّهَا حَالية وَإِن أجَاز ذَلِك سِيبَوَيْهٍ بِدَلِيل الْقِرَاءَة الْأُخْرَى بِالنّصب ليتحد معنى الْقِرَاءَتَيْن. انْتهى.
وَإِنَّمَا فسر الشَّارِح الْمُحَقق أَذَان بإعلام لِأَن شَرط أَن الْمَفْتُوحَة فِي الْعَطف على اسْمهَا عِنْد المُصَنّف أَن تقع بعد مَا يُفِيد الْعلم. وَإِلَيْهِ ذهب ابْن مَالك فِي شرح التسهيل قَالَ: وَمثل إِن وَلَكِن فِي رفع الْمَعْطُوف: أَن إِذا تقدمها علم أَو مَعْنَاهُ ثمَّ مثل الْعلم بِالْبَيْتِ وَمَعْنَاهُ بِهَذِهِ الْآيَة.
وَقَالَ السيرافي بعد أَن قرر كَلَام سِيبَوَيْهٍ على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير: يجوز أَن يكون خبر الَّذين محذوفاً لدلَالَة خبر: والصابئون عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْله: من آمن بِاللَّه فَيكون على حد قَول الشَّاعِر:
(نَحن بِمَا عندنَا وَأَنت بِمَا ... عنْدك رَاض والرأي مُخْتَلف)
أَرَادَ: نَحن بِمَا عندنَا راضون وَأَنت بِمَا عنْدك رَاض. ونظم الْآيَة هُوَ: إِن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هادوا والصابئون وَالنَّصَارَى من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَعمل