(فكملت مائَة فِيهَا حمامتها ... وأسرعت حسبَة فِي ذَلِك الْعدَد)
قَوْله: فاحكم كَحكم أَي: كن حكيماً كهذه الفتاة أَي: أصب فِي أَمْرِي كإصابتها فِي حدسها بِالنّظرِ الصَّحِيح.
وَكَذَا فِي شرح ابْن السَّيِّد قَالَ: هُوَ من الحكم الَّذِي يُرَاد بِهِ الْحِكْمَة لَا من الحكم الَّذِي يُرَاد بِهِ الْقَضَاء. قَالَ تَعَالَى: وَلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما
وعلماً أَي: حِكْمَة يُقَال من ذَلِك: حكم الرجل يحكم من بَاب نصر إِذا صَار حكيماً.
قَالَ النمر بن تولب:
(أحبب حَبِيبك حبا رويداً ... فَلَيْسَ يعولك أَن تصرما)
(وَأبْغض بَغِيضك بغضاً رويداً ... إِذا أَنْت حاولت أَن تحكما)
انْتهى.
وَأَرَادَ بفتاة الْحَيّ: زرقاء الْيَمَامَة. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي أبْصر من الزَّرْقَاء من مستقصى الْأَمْثَال: هِيَ من بَنَات لُقْمَان بن عَاد ملكة الْيَمَامَة. واليمامة اسْمهَا فسميت الْبَلدة باسمها. وَقيل اسْمهَا: عنز وَهِي إِحْدَى الزرق الثَّلَاث أعينها والزباء والبسوس.
وَكَانَت جديسية وَحين قتل جديس طسماً