استجاش قَبيلَة طسم حسان بن تبع إِلَى الْيَمَامَة فَلَمَّا صَارُوا من جو على مسيرَة ثَلَاث لَيَال صعدت الأطم الَّذِي يُقَال لَهُ: الْكَلْب فَنَظَرت إِلَيْهِم وَقد استتر كل بشجرة تلبيساً عَلَيْهَا فارتجزت بقولِهَا:
(أقسم بِاللَّه لقد دب الشّجر ... أَو حمير قد أخذت شَيْئا تجر)
فكذبها قَومهَا فَقَالَت: وَالله لقد أرى رجلا ينهش كَتفًا أَو يخصف نعلا. فَمَا تأهبوا حَتَّى صبحهمْ الْجَيْش. وَلما ظفر بهَا حسان قَالَ: مَا كَانَ طَعَامك فَقَالَت: درمكة فِي كل يَوْم بمخ قَالَ: فَبِمَ كنت تكتحلين قَالَت: بالإثمد.
وشق عينهَا فَرَأى عروقاً سُودًا من الإثمد. وَهِي أول من اكتحل بالإثمد من الْعَرَب. انْتهى الْمَقْصُود مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن المستوفي: كَانَت زرقاء الْيَمَامَة تبصر الرَّاكِب من مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَيضْرب بهَا الْمثل يُقَال: أبْصر من زرقاء الْيَمَامَة. واليمامة بلد وَكَانَ اسْمهَا الجو فسميت باسم هَذِه الْمَرْأَة لِكَثْرَة)
مَا أضيف إِلَيْهَا وَقيل: جو الْيَمَامَة.
وَقَالُوا: هِيَ من بَنَات لُقْمَان بن عَاد وَقيل: هِيَ من جديس. انْتهى.
وَالْحمام قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي أدب الْكَاتِب: يذهب النَّاس إِلَى أَنَّهَا الدواجن الَّتِي تستفرخ فِي الْبيُوت وَذَلِكَ غلط إِنَّمَا الْحمام ذَوَات الأطواق وَمَا أشبههَا مثل الفواخت والقماري والقطا. قَالَ ذَلِك الْأَصْمَعِي وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ