لم يعرفهُ شرَّاح الْمُغنِي.
وَقد أوردهُ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي فِي ضَالَّة الأديب من جملَة أَبْيَات. قَالَ: خرج غُلَام من بني سعد بن ثَعْلَبَة وَغُلَام من بني مَالك بن مَالك فِي إبل لَهما وَمَعَ السَّعْدِيّ سيف لَهُ فَقَالَ الْمَالِكِي: وَالله مَا فِي سَيْفك هَذَا خير لَو ضربت بِهِ عنقِي مَا قطعه.
قَالَ: فَمد عُنُقك. فَفعل فَضرب السَّعْدِيّ عُنُقه فَقَطعه. فَخرجت بَنو مَالك بن مَالك وَأخذُوا السَّعْدِيّ فَقَتَلُوهُ فاحتربت بَنو سعد بن ثَعْلَبَة وَبَنُو مَالك بن مَالك فمشت السفراء بَينهم فَقَالَت بَنو يعد بن ثَعْلَبَة: لَا نرضى حَتَّى نعطى مائَة من صاحبنا وتعطى بَنو مَالك سبعين.
فَغَضب لَهُم بَنو سعد بن مَالك فَقَالَ أَبُو مكعت أَخُو بني سعد بن مَالك:
(إِن الَّذين قتلتم أمس سيدهم ... لَا تحسبوا ليلهم عَن ليلكم نَامَا)
(من يولهم صَالحا نمسك بجانبه ... وَمن يضمهم فإيانا إِذن ضاما)
(أَدّوا الَّذِي نقضت سبعين من مائَة ... أَو ابْعَثُوا حكما بِالْحَقِّ علاما)
أَي: أدونا مائَة كَامِلَة فَإِذا وضعت سبعين من مائَة بقيت ثَلَاثُونَ فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَدّوا الدِّيَة الَّتِي التزمتم مِنْهَا سبعين من مائَة.
(أبلغ بني مَالك عني مغلغلةً ... أَن السنان إِذا مَا أكره اعتاما))
وَأَبُو مكعت هُوَ الَّذِي كَانَ يحيض فِي الْجَاهِلِيَّة. انْتهى.