وَأنْشد بعده
وَهُوَ من شَوَاهِد س:
(قَالَت أَلا ليتما هَذَا الْحمام لنا ... إِلَى حمامتنا أَو نصفه فقد)
على أَن لَيْت إِذا اتَّصل بهَا مَا جَازَ أَن تعْمل وَأَن تلغى.
وَقد رُوِيَ هَذَا الْبَيْت بِالْوَجْهَيْنِ والإلغاء أَكثر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما ليتما زيدا منطلق فَإِن الإلغاء فِيهِ حسن وَقد كَانَ رؤبة بن العجاج ينشد هَذَا الْبَيْت رفعا وَهُوَ قَول النَّابِغَة الذبياني: أَلا ليتما هَذَا الْحمام الْبَيْت
فرفعه على وَجْهَيْن: على أَن يكون بِمَنْزِلَة قَول من قَالَ مثلا مَا بعوضة أَو يكون بِمَنْزِلَة قَوْله: إِنَّمَا زيد منطلق.
وَأما لعلما فَهُوَ بِمَنْزِلَة كَأَنَّمَا. قَالَ الشَّاعِر: وَقَالَ الْخَلِيل: إِنَّمَا لَا تعْمل فِيمَا بعْدهَا كَمَا أَن أرى إِذا كَانَت لَغوا لم تعْمل فَجعلُوا هَذَا نظيرها من الْفِعْل كَمَا كَانَ نَظِير إِن من الْفِعْل مَا يعْمل. وَنَظِير إِنَّمَا قَول الشَّاعِر:
(أعلاقةً أم الْوَلِيد بَعْدَمَا ... أفنان رَأسك كالثغام المخلس)