فِي كتاب الشُّعَرَاء:)

الْعمانِي الْفُقيْمِي: هُوَ مُحَمَّد بن ذُؤَيْب وَلم يكن من أهل عمان وَلَكِن نظر إِلَيْهِ دُكَيْن الراجز فَقَالَ: من هَذَا الْعمانِي. وَذَلِكَ أَنه كَانَ مصفراً مطحولاً وَكَذَلِكَ أهل عمان. وَقَالَ الشَّاعِر:

(وَمن يسكن الْبَحْرين يعظم طحاله ... ويغبط بِمَا فِي بَطْنه وَهُوَ جَائِع)

وَدخل على الرشيد لينشده وَعَلِيهِ قلنسوة وخف ساذج فَقَالَ: إياك وَأَن تدخل إِلَيّ إِلَّا وَعَلَيْك خفان دمالقان وعمامة عَظِيمَة الكور.

فَدخل عَلَيْهِ وَقد تزيا بزِي الْأَعْرَاب فأنشده وَقبل يَده وَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد وَالله أنشدت مَرْوَان وَرَأَيْت وَجهه وَقبلت يَده وَأخذت جائزته. ثمَّ يزِيد بن الْوَلِيد وَإِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد ثمَّ السفاح ثمَّ الْمَنْصُور ثمَّ الْمهْدي كل هَؤُلَاءِ رَأَيْت وجههم وَقبلت أَيْديهم وَأخذت جوائزهم لَا وَالله مَا رَأَيْت فيهم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أندى كفا وَلَا أبهى منْظرًا وَلَا أحسن وَجها مِنْك. فأجزل لَهُ الرشيد الْجَائِزَة وأضعفها لَهُ على كَلَامه وَأَقْبل عَلَيْهِ فبسطه حَتَّى تمنى جَمِيع من حضر أَنه قَامَ ذَلِك الْمقَام. انْتهى.

وَزعم ابْن الملا فِي شرح الْمُغنِي أَن الْعمانِي كنيته أَبُو نخيلة. وَهُوَ خلاف الْوَاقِع بل هما راجزان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015