إِلَيّ. أَنا أَبُو الْأَغَر النَّهْشَلِي وَأَنا خَال الْقَوْم وجلدة مَا بَين أَعينهم لَا يعصون لي رَأيا وَأَنا كَفِيل خفير أجعلك بَين شحمة أُذُنِي وعاتقي فَاخْرُج فَأَنت فِي ذِمَّتِي وَإِلَّا فعندي قوصرتان أهداهما إِلَيّ ابْن أُخْتِي الْبَار الْوُصُول فَخذ إِحْدَاهمَا فانتبذها حَلَالا من الله وَرَسُوله.
فَكَانَ الْكَلْب إِذا سمع هَذَا الْكَلَام أطرق وَإِذا سكت وثب ويروم الْخُرُوج. فتهاتف أَبُو الْأَغَر ثمَّ قَالَ: يَا ألأم النَّاس وأوضعهم أَرَانِي لَك اللَّيْلَة فِي وَاد وَأَنت فِي آخر وَالله لتخْرجن أَو لألجن فَلَمَّا طَال وُقُوفه جَاءَت جَارِيَة وَقَالَت: أَعْرَابِي مَجْنُون وَالله مَا أرى فِي الْبَيْت أحدا. وَدفعت الْبَاب فَخرج الْكَلْب مبادراً وَوَقع أَبُو الْأَغَر مُسْتَلْقِيا فَقُلْنَ لَهُ: قُم وَيحك فَإِنَّهُ كلب فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي مسخه كَلْبا وَكفى الْعَرَب حَربًا. انْتهى.
قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق: وَقَالَ بَعضهم: إِن بِمَا تَجِيء أَيْضا بِمَعْنى رُبمَا نَحْو: إِنِّي بِمَا
أفعل أَي: رُبمَا.
هَذَا قَول ابْن مَالك قَالَ: إِن مَا الكافة أحدثت مَعَ الْبَاء معنى التقليل بِالْقَافِ كَمَا أحدثت فِي الْكَاف معنى التَّعْلِيل بِالْعينِ، فى قَوْله تَعَالَى واذكروه كَمَا هدَاكُمْ